الجمعة، 28 أبريل 2017

البايكا (Pica)

البايكا (Pica)

يقوم الكثير من الأطفال بتناول مواد غير صالحة للأكل (مثل: الرمال, الأوساخ, الورق, الطين, الشعر, الخيوط, الصابون وغيرها), أو تناولهم لمواد من مكونات الأطعمة لكنها غير مغذية ( مثل: الطحين, الثلج, النشا, الملح, البطاطا النيئة وغيرها) وهذا قد يكون مؤشر لاضطراب الأكل الذي يدعى البايكا (Pica ) والذي يظهر عادة بين الأطفال المشخصين باضطرابات عقلية أو نمائية أو نفسية.
البايكا هو اسم لاتيني ويعود إلى اسم الطائر الذي يشتهر بقدرته على أكل أي شيء سواء كان غذائيا أم لا. وهذا الاضطراب لا يقتصر على الأطفال فقط المشخصين باضطرابات عقلية أو نمائية أو نفسية بل نلاحظه أحيانا لدى النساء الحوامل.


لنفهم المزيد عن هذا الاضطراب دعنا نلقي نظرة على تشخيصه, وأسبابه, ومضاعفاته, وطرق العلاج المتبعة.

" تشخيص البايكا "

-لكي يتم تشخيص هذا الاضطراب يجب أن يستمر هذا السلوك مع الطفل مدة زمنية لا تقل عن شهر.
-أن يكون أكل هذه المواد غير الغذائية غير ملائم  لمراحل النمو لدى الطفل ويستمر بعد )18- 24 شهر) وذلك لأن سلوك أكل المواد غير الغذائية هو سلوك شائع يحدث لدى العديد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الولادة و 18 شهرا نتيجة لعدم تمييز الأشياء الصالحة للأكل ووضعها في أفواههم. هذه المرحلة من تطور ونمو الطفل تنتهي عندما ينتقل الطفل إلى مرحلة أخرى، وعادة في 2-3 سنوات من العمر.
-تناول هذه المواد غير مقبول اجتماعياً وثقافياً في تلك المجتمعات التي يعيش فيها الطفل.
-إذا كان الشخص الذي يقوم بهذا السلوك يشكو من اضطرابات نفسية أو عقلية مثل التخلف العقلي فإنه يجب الأخذ بعين الاعتبار هذا الاضطراب. (DSM 5)

" أسباب البايكا "

لا يوجد سبب محدد وبشكل دقيق حسب نتائج الأبحاث العلمية لمعرفة أسباب هذا الاضطراب عند الأطفال. ولكن تم التوصل إلى بعض العوامل المسببة للبايكا منها:

-عوامل غذائية: إن الاطفال الذين يظهر لديهم هذا الاضطراب هم اصلا يعانون من نقص بعض الاملاح والمعادن وخاصة الحديد والزنك ( Stiegler, 2005).
-عوامل اجتماعية/ بيئية: مثل الفقر والحرمان وانفصال الوالدين والإهمال وإساءة معاملة الطفل (Stiegler, 2005; Shisslack, 1987).
-عوامل حسية: وذلك بسبب طعم هذه المواد أو رائحتها أو قوامها (خاصة عندما تكون وظيفة السلوك استثارة ذاتية) (Stiegler, 2005).
-عوامل ثقافية: أكل الطين أو التراب قد يكون مقبولا من قبل العديد من الفئات الاجتماعية لاعتقادهم بأنه يعالج آلام البطن والغثيان والاستفراغ (Ali, 2001).
-عوامل الصحة العقلية: لوحظ اضطراب البايكا بشكل كبير بين الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري والقلق والفصام والمشاكل العاطفية (Coure, 2006).

" مضاعفات البايكا "

قد تؤدي البايكا إلى أعراض خطيرة, منها التهاب المعدة وانسداد الأمعاء أو تمزق في الجهاز الهضمي, تآكل الأسنان وتسوسها وسقوطها, فقر الدم أو الأنيميا, بالإضافة إلى أن المصابين الذين يتناولون المواد غير الغذائية المحتوية على الرصاص  مثل طلاء الجدران قد يعانون من تلف في الدماغ بسبب التسمم بالرصاص والذي بدوره قد يؤثر على الجهاز العصبي, كما انه يؤثر على الكلى والقلب والدماغ وتتفاوت الاعراض بين صداع وقيء الى نوبات تشنج وغيبوبة وتوقف التنفس في حين ان تناول جرعات عالية من الرصاص يمكن أن يسبب الوفاة (Stiegler, 2005; Ali, 2001; Pace & Toyer, 2000; Rojahn et al., 1987).

" العلاج "

علاج البايكا يعتمد على الأسباب التي تحث الأفراد على أكل المواد غير الصالحة للأكل, فأول خطوة نبدأ بها هو استبعاد الأسباب العضوية والمرضية وبالتالي معالجة أي قصور في الاملاح والمعادن مثل استخدام المكملات الغذائية المحتوية على الحديد والزنك, ومعالجة الأسباب البيئية والاجتماعية والنفسية والعلاج السلوكي الذي يعتبر من أكثر التدخلات العلاجية فاعلية والتي تتضمن تدريب الطفل على التمييز بين المواد الصالحة للأكل وغيرها من المواد, تعزيز السلوكات البديلة للطفل مثل تعزيزه عند أكل مواد غذائية صحية, تدريب الطفل على سهولة الوصول للمواد الغذائية الصحية بدون جهد, التعزيز التفاضلي للسوك النقيض (DRI) والتعزيز التفاضلي للإنخفاض التدريجي للسلوك (DRL) والتعزيز التفاضلي لغياب السلوك (DRO). بالإضافة إلى تغيير في البيئة من حيث إبعاد المواد غير الصالحة للأكل من بيئة الطفل بحيث تكون بيئة آمنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق